شرع المغرب في تنفيذ استراتيجية طموحة في مجال الطاقة تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية العالمية لقطاعه الصناعي. وتشمل هذه الاستراتيجية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع التركيز أيضًا على مصادر الطاقة الناشئة: الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
تعمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح منذ فترة طويلة في المغرب، ويتجلى ذلك في مجمع نور في ورزازات، وهو أحد أكبر مرافق إنتاج الطاقة الشمسية في العالم. تشكل مصادر الطاقة النظيفة هذه حاليا...% من مزيج الطاقة في المغرب، وتولد... جيجاوات.
وقد أتاحت هذه الخطوة الأولية للمغرب تطوير خبراته في مجال الطاقة المتجددة، مما أدى إلى خفض تكاليف الطاقة بشكل فعال من خلال تقليل الاعتماد على المواد الهيدروكربونية المستوردة، والتي تكون عرضة لتقلبات الأسعار والتحولات الجيوسياسية.
واستجابة لمعايير إزالة الكربون المتطورة، يعمل المغرب بنشاط على تطوير مبادراته في مجال الطاقة الخضراء. أهداف هذه المشاريع متعددة الأوجه وواعدة:
- توسيع إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال التعاون الدولي، مثل مشروع Xlinks مع المملكة المتحدة، الذي يهدف إلى تصدير الطاقة.
- تسخير فائض الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا، وهي مكونات أساسية لأنظمة الطاقة المستقبلية. يمكن أن يعمل الهيدروجين كمصدر للطاقة لشحن السيارات الكهربائية ومحركات الاحتراق. تتيح موارد الطاقة الخضراء الوفيرة في المغرب إنتاجا فعالا من حيث التكلفة.
- ومن خلال الاستفادة من قطاع السيارات الراسخ والصناعات الأخرى، يتمتع المغرب بوضع جيد لتوفير الطاقة الخضراء، بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية المستقبلية.
- ستعطي الصناعات المستقبلية الأولوية لإنتاج البطاريات الكهربائية واستخدام الهيدروجين والأمونيا في التطبيقات المختلفة. وفي قطاع البطاريات الكهربائية، ينخرط المغرب في مشاريع متنوعة مع شركاء، بما في ذلك إنتاج الكوبالت وإعادة تدويره، وإنتاج الليثيوم، وتصنيع البطاريات الكهربائية. وفي قطاع الهيدروجين الأخضر وقطاع الأمونيا، هناك شراكات جارية لإنتاج الطيران والوقود البحري.
- تعتبر الأمونيا، بالإضافة إلى إمكاناتها كوقود مستقبلي، بمثابة ركيزة أساسية لإنتاج الأسمدة وحمض الفوسفوريك، وذلك باستخدام احتياطيات الفوسفاط الكبيرة في المغرب. سيؤدي ذلك إلى خفض تكاليف إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والنترات، مما يقلل من واردات الأمونيا.
- إن تطور صناعة السيارات نحو البطاريات الكهربائية والهيدروجين والأمونيا يستلزم استعداد المغرب لتبني هذه التقنيات، وتحويل قطاعي السيارات والفضاء. إن موارد الطاقة الخضراء الوفيرة والمتطورة لن تحمي هذه الصناعات فحسب، بل ستجعلها أيضًا جذابة عالميًا.
- وإدراكا للطلب المتزايد على الطاقة المنزلية، قام المغرب باستكشاف مصادر الطاقة الأحفورية على نطاق واسع، واكتشف احتياطيات كافية لعقد من الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي.
تلعب الطاقة دورًا محوريًا في تنمية الأمة. ويتوقف تحقيق القدرة التنافسية الصناعية والتقدم الاجتماعي على الاكتفاء الذاتي من الطاقة. يؤدي الاكتفاء الذاتي من الطاقة إلى تقليل الاعتماد على المنتجات ذات هامش الربح المنخفض ودورات حياة المنتج القصيرة. ومن شأن الموانئ المغربية الجديدة، الناظور غرب المتوسط والداخلة، أن تعزز تنميتها الصناعية واللوجستية.
إن تحول المغرب إلى مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة هو مبادرة جديرة بالثناء ولها فوائد محتملة كبيرة. ولا يتوافق هذا التحول مع المسؤولية البيئية فحسب، بل يوفر أيضًا آفاقًا اقتصادية كبيرة.
الجوانب الإيجابية للتحول الأخضر في المغرب:
- الفوائد البيئية: اعتماد المغرب على الطاقة الخضراء يقلل من انبعاثات الكربون ومكافحة تغير المناخ والمساهمة في بيئة أنظف.
- أمن الطاقة: يعزز الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة أمن الطاقة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، مما يضمن إمدادات طاقة مستقرة ومرنة.
- النمو الاقتصادي: يعمل قطاع الطاقة الخضراء على تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وجذب الاستثمارات وإنشاء صناعة الطاقة المتجددة.
- التقدم التكنولوجي: يعزز التزام المغرب الابتكار في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة، مما يجعل البلاد رائدة ذات إمكانات تصديرية.
- خفض تكاليف الطاقة: بمرور الوقت، ستعمل البنية التحتية الناضجة للطاقة الخضراء على خفض تكاليف الطاقة، مما يعود بالنفع على الشركات والأسر.
- تنويع الطاقة: يعزز مزيج الطاقة المتنوع مرونة الطاقة، مما يقلل من التعرض لانقطاع الإمدادات.
- الفوائد الزراعية والصناعية: يؤدي استخدام مشتقات الطاقة الخضراء في الزراعة والصناعة إلى تحسين الإنتاجية وخفض تكاليف الإنتاج.
وعلى الرغم من الفرص، فإن التحديات في عملية التحول تشمل استثمارات أولية كبيرة، وتكامل الشبكة، والتوزيع العادل للمنافع. وستتطلب معالجة مشكلات التقطع وتطوير حلول تخزين الطاقة أيضًا ابتكارًا مستمرًا.
باختصار، فإن التزام المغرب بالطاقة الخضراء يتماشى مع الجهود المناخية العالمية ويقدم مكافآت اقتصادية. ومن خلال التنفيذ الفعال والتفاني الذي لا يتزعزع، يتمتع المغرب بالقدرة على الظهور كقائد إقليمي وعالمي في مجال الطاقة الخضراء.